تعد القصور من أهم مباني العمارة الإسلامية كونها شاهداً على روعة فن العمارة الإسلامي بطابعه المميز ونقوشه الزخرفية, ويعد قصر الباشا هو النموذج الوحيد المتبقي للقصور في مدينة غزة.
الموقع والتاريخ :
يقع في البلدة القديمة بحي الدرج في مدينة غزة، ويرجع بناؤه إلى العصر المملوكي في عهد السلطان الظاهر بيبرس عام (1260 – 1277م).
التسمية والتسلسل التاريخي :
أُطلق عليه العديد من التسميات التي دللت على المراحل التاريخية التي مرت به، منها: قصر النائب في العهد المملوكي, وقصر آل رضوان أو قصر خلال العهد العثماني, كما أطلق عليه اسم ( دار السعادة أو الدار العظيمة).
عند قيام الحملة الفرنسية واقامة نابليون بونابرت في القصر لمدة ثلاثة أيام اطلق عليه العامة تسمية خاطئة اسم (قلعة نابليون) , وفي أثناء الحكم البريطاني استخدم كمركزاً للشرطة ، وسمي بـ “الدبويا”.
وفي زمن الإدارة المصرية كان القصر جزءاً من مباني مدرسة سُميت بـ( مدرسة الأميرة فريال)- أخت الملك فاروق- ثم تغير اسم المدرسة إلى مدرسة الزهراء الثانوية للبنات.
ثم آل بعد ذلك إلى وزارة السياحة والآثار التي اعتبرته معلماً أثرياً يجب المحافظة عليه ، وأطلقت عليه اسم متحف قصر الباشا.
الوصف المعماري:
يعكس القصر في بنائه فلسفة وطابع العمارة الإسلامية، حيث يتكون من مبنيين منفصلين, بينهما حديقة, مبنى الادارة ومبنى المتحف وهو الجزء المخصص لعرض المقتنيات الأثرية, مدخل هذا القصر يقع في الواجهة الجنوبية للمبنى الشمالي.
دور الوزارة في الحفاظ على قصر الباشا
سخرت الوزارة كافة امكانيتها وجهودها للحفاظ على قصر الباشا وتحويله الى مزار عام قادر على استقبال المواطنين , وهناك العديد من المشاريع التي قامت بتنفيذها منها مشروع ترميم قصر الباشا لعام (2002-2005م) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP/PAPP” الذي شمل إعادة بناء حائط القصر وترميم قبته والعمارة المملوكية.
كما عملت الوزارة على تحويل مبنى القصر إلى متحف وطني يحوي عددا من اللقى الأثرية التي تم استخراجها من مواقع أثرية في قطاع غزة, وافتتاحه كأول متحف حكومي في غزة في بداية عام 2010م, حيث قامت الوزارة بتوفير عدد من المرشدين المتخصصين لاستقبال وإرشاد الزوار وتقديم الشرح المفصل لهم عن كل ما يحويه القصر, كما قامت الوزارة بإعداد عدد المطبوعات باللغة العربية والانجليزية تتناول تعريف بالمتحف وزواياه وتاريخه, ليتم توزيعها على الزوار, بالإضافة الى فتح أبواب المتحف أمام كافة الزائرين بشكل مجاني.
وفي آخر إحصائية لعدد زوار المتحف أعدت الوزارة منتصف هذا العام 2013م, تبين أن قصر الباشا استقبل في هذا العام أكثر من ثلاثة عشر ألف زائر وهي النسبة الأعلى منذ افتتاحه في 2009م, ويعود ذلك للجهود المستمرة التي تبذلها الوزارة لتشجيع المواطنين على زيارة المكان والاطلاع على كل ما يحويه من ارث تاريخي.