افتتح أمس وزير السياحة ولآثار د. محمد الأغا سور وبوابة متحف قصر الباشا بعد إجراء عمليات الترميم بمشاركة العاملين في الوزارة وعدد من المختصين والمهتمين بالآثار التاريخية .
وجرت مراسم افتتاح بوابة وسور متحف قصر الباشا بعد حفل قصير جرى تحت خيمة نصبت في الساحة المقابلة لمباني المتحف والبوابة التي افتتحت هي المدخل الرئيسي للمتحف وهى تقع في الواجهة الجنوبية .
وتعد من أجمل الواجهات بناء وزخرفة . حيث يزينها حجر مستطيل مزخرف بزخارف هندسية جميلة داخل إطار حجري وعلى الجانبين صورتا أسدين كل منها شكل جملة البسملة .
وأكد الوزير الأغا أن افتتاح سور وبوابة قصر الباشا ياتى ضمن المرحلة الأولى من ترميم الأماكن الأثرية في قطاع غزة مشيرا إلى انه سيتبع مرحلة ترميم الأماكن الأثرية العديد من المراحل خلال الأسابيع القادمة . وذكر انه بعد فترة وجيزة ستبدأ عمليات الترميم في قلعة برقوق في مدينة خان يونس . فيما أشار إلى عمليات الترميم قد بدأت فعلا في الكنيسة البيزنطية شمال قطاع غزة .
وتطرق خلال حديثه إلى موقع تل رفح الأثري . حيث أكد على أن هناك عملا دءوبا من اجل التنقيب عن الآثار منوها إلى أن العديد من الاكتشافات الأثرية سيعلن عنها قريبا.
وكانت الوزارة قد أعادت ترميم وافتتاح قصر الباشا من جديد كمتحف أثرى يضم معالم أثرية أوائل العام الجاري وبالتحديد في السابع والعشرين من ينايركانون الثاني 2010 وذلك بدعم ورعاية الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية .
ويقع قصر الباشا إلى الطرف الشرقي من البلدة القديمة لمدينة غزة . ويعد احد ابرز المعالم السياحية في قطاع غزة والذي يعد النموذج الوحيد المتبقي للقصور الأثرية في القطاع . ويقع في حي الدرج . وهذا الحي يعد من اغني أحياء البلدة القديمة في غزة بالمباني التاريخية التي تجسد في مجملها العراقة والحضارة والرقى التي عاشتها المدينة في الأزمة المتعاقبة . وقصر الباشا لا توجد له لوحة تأسيسية تحدد متى انشأ بالتحديد . ويقال أن بناء هذا القصر يعود للعصر المملوكي بسبب وجود رنك .اى شعار السلطان المملوكي الظاهر بيبرس ( الأسد ) على البناء وقد يكون سبب وجود الرنك استخدام الحجارة من بناء قديم كما جرت العادة في بناء المباني في هذه العصور .
ومما يميز المتحف تلك البوابة التي تفتح في الواجهة الجنوبية منه . البوابة . فضلا عن العناصر المعمارية المميزة المتمثلة في الزخرفة الهندسية التي تزين الواجهات وأعتاب الدخل بأشكال مختلفة كالإطباق النجمية .
أركان المتحف
وبمجرد أن تدخل المتحف تقابلك ساحة سماوية واسعة مزينة بأشجار شكلت حديقة تفصل بينها ممرات وتلك الساحة تقع عند التجول في الطابق السفلى من المبنى الذي يقع في الجهة الشمالية من القصر . أطلق على تلك القاعات أسماء المدن الفلسطينية .
وتحتوى قاعة حيفا على مجموعة من الآثار البيزنطية وتنوعت تلك الآثار ما بين الاسرجة التي كانت تستخدم للإضاءة فى ذلك العصر ما بين الفترة 593-636 م .
كما احتوت قاعة حيفا على آثار بيزنطية عبارة عن أدوات برونزية معدنية كان البعض منها يستخدم زردات الدروع العسكرية. فيما احتوت القاعة على العديد من الجرار الفخارية كانت تستخدم لحفظ الزيوت والخمور حيث تم اكتشافها في موقع تل رفح الأثري في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة .
وفى الجدار الشمالي لقاعة عكا تفتح بوابة تأخذك إلى قاعة يافا المليئة بآثار العهد الروماني التي تنوعت ما بين أدوات معدنية مثل مسامير السفن وقلادة مصنوعة من الرصاص ومن بين الآثار الرومانية أشكال مختلفة لقوارير فخارية بالإضافة إلى تماثيل من الفخار .
والقاعة الثالثة هي خاصة باكتشاف موقع تل رفح الأثري جنوب قطاع غزة يعود أصلها إلى عدة عصور مضت وتحتوى القاعة على تماثيل من الفخار استخدمت للطقوس الدينية خلال العصر الكنعاني فيما كانت كرات الطين المحمية بواقي من الزجاج داخل المتحف تستخدم كأوزان تعود للعصر البيزنطي لكن ما زين القاعة القرآن الكريم الذي كان على شكل مخطوط كتب بخط يدوى يعود للعصر المملوكي ما بين الفترة 1259-1516 م .
وبالانتقال إلى الطابق العلوي الذي تصعد إليه من خلال درج اثري خارجي صنعت عتباته من الرخام تجده ينقسم إلى قاعتين كبيرتين تحمل احدهما اسم عكا والأخرى الرملة وقاعة عكا هي القاعة الكبرى في الطابق العلوي كانت تستخدم لحاكم غزة خلال العهد المملوكي فيما تحتوى حاليا على أقدم الآثار الموجودة في متحف قصر الباشا وهى تعود في قدمها إلى العهد البرونزي المبكر .
أما قاعة الرملة فهي تشمل مجموعة من الحلي وأدوات الزينة الخاصة بالنساء فضلا عن الخواتم والأساور التي تعود للعصر البيزنطي . ومجموعة من العملات النقدية المصنوعة من الفضة والتي استخدمت في فلسطين في العصر اليوناني ومجموعة من القوارير الزجاجية المتنوعة الأشكال والأحجام .
ويمثل القصر في تصميمه ومحتواه المعماري فلسفة وطابع العمارة الإسلامية حيث يتكون من مبنيين منفصلين شكلا فيما بينهما ساحة وسطية بالإضافة إلى الساحة الأمامية للمبنى القديم الذي يتكون من طابقين وتعد القصور من أهم مباني العمارة الإسلامية لما تحتويه من أساليب بناء وفنون وزخارف ونقوش بالإضافة إلى سجلا رائعا لجميع الأطوار التي مر عليها فن العمارة الإسلامية خاصة في فلسطين .
وأطلق على هذا القصر عدة تسميات منها قصر آل رضوان نسبة إلى آل رضوان الذين امتلكوه وأطلق عليه دار السعادة والدار العظيمة وقصر الباشا . وعند نهاية الحكم العثماني سموه( الدبوية ) لاتخاذهم اياه مركزا للحكم .
ودرج بين الناس تسميته بقلعة نابليون لأن نابليون أقام فيه ثلاث ليالي عندما كان عائدا من حملته على بلاد الشام إلى مصر في عام 1799م . وهى تسمية خاطئة وفى زمن الانتداب البريطاني استخدم مركزا للشرطة فأطلق عليه السرايا .
ومع بداية النصف الثاني من القرن العشرين تحول إلى إدارة لمدرسة الزهراء الثانوي مدة من الزمن ثم بعد ذلك آل إلى وزارة السياحة ولآثار باعتباره معلما اثريا يجب المحافظة عليه التي أعادة ترميمه ووظفته كمتحف أثرى .ولآن يفتح قصر الباشا أبوابه للزائرين والمهتمين في مجال السياحة والآثار كأول متحف وطني فلسطيني في قطاع غزة بحيث يضم آثار ا كشاهد على الحضارات التي مرت على أرض فلسطين وبالتحديد في قطاع غزة .