..
غزة – العلاقات العامة
أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اكتشاف مجموعة مميزة من القطع النقدية البرونزية وذلك خلال أعمال التنقيب الجارية بمنطقة بتل رفح الأثري بمدينة رفح.
وأشار مدير عام وزارة السياحة والآثار د. محمد إسماعيل خلة, أن القطع النقدية مصنوعة من معدن البرونز وهي نوعية من النقود سُكت للتعامل التجاري المحلي الداخلي وتعد الفئة الثانية من حيث القيمة الاقتصادية بعد النقود الفضية وقد انتشرت في الفترة ما بين 332 – 323ق.م وهي الفترة التي ازدهرت فيها غزة اقتصادياً وانتعشت تجارتها.
وأوضحت الوزارة في بيان صحفي نشر اليوم الأحد 11/7/2010م أن فريق التنقيب بالموقع الأثري عثر على أكثر من أربعين قطعة برونزية تعود للفترة ا ليونانية أي لأكثر من ألفي سنة تقريباً حيث يعتبر هذا الاكتشاف الثاني من نوعه بعد اكتشاف مئات من القطع النقدية الفضية في بداية عمليات ا
وأضاف خلة أن القطع النقدية التي تم اكتشافها خلال الأعمال الجارية في التنقيب بتل رفح الأثري تميزت بأنها من القطع النقدية الهامة والنادرة والتي شاعت خلال الفترة المبكرة من تاريخ غزة، وهي ذات أحجام مختلفة ما بين كبير ومتوسط وصغير حيث يبلغ وزن القطعة الكبيرة الواحدة 13 جرام وقطرها 2.5سم، أما القطعة المتوسطة فيتراوح وزنها ما بين 12.6 – 12.8 جرام وقطرها مابين (2.1 – 2سم)، أما القطعة الصغيرة فيبلغ وزنها 11 جرام وقطرها حوالي 1.8سم.
وأوضح خلة أن هذه القطع البرونزية ذات ثلاثة أشكال مختلفة كما تبين أن طبيعة النقوش الموجودة على العملة مختلفة ومتباينة عندما تم مقارنتها بعضها البعض مشيراً إلى أن تلك الأشكال كانت كالتالي:
الشكل الأول:
الوجه الرئيسي : ظهر عليه صورة لإمبراطور، يلتفت بوجهه ناحية اليمين، ويضع على رأسه إكليلاً من أوراق الغار، تتكون من 8 وريقات صغيرة، كما يظهر الإمبراطور مرتدياً الثياب الحريرية المهدولة وحوله حروف يونانية غير واضحة وتحيط بها دائرة منقطة غير مكتملة تتكون من 42 نقطة وهي شائعة الوجود في معظم القطع النقدية الأثرية.
أما الوجه الآخر : فيظهر عليه صورة لحصان يتجه برأسه ناحية اليمين ، وهو مجنح في وضع الوقوف الثابت، وبعض النقود الأخرى ظهر عليها الحصان في وضع القفز، ويظهر له جناح واحد يتكون من 5 ريشات طويلة، كما يظهر رأس الحصان وأقدامه متناسقة مع جسمه أما رقبته فهي طويلة نسبياًً وغير متناسقة مع رأسه وجسمه ويحيط بالحصان مجموعة من الحروف اليونانية، ودائرة منقطة تتكون من 42 نقطة كذلك.
أما باقي القطع النقدية فإنها تتشابه جميعها في شكل وجه العملة، من حيث وجود الإمبراطور.
الشكل الثاني: أما ما يميز الوجه الآخر فهو وجود مجموعة من الطيور تتكون من إوزة وعصفور ويتوسطهما حيوان بحري وهو على الأغلب كلب البحر ويقف رافعاً لرأسه ويتجه به ناحية اليمين بجانب الإوزة؛ التي تتجه برأسها ناحية اليسار.
أما العصفور فإنه يقف بعد كلب البحر، ويظهر شكله بوضوح وبتناسق ورأسه يتجه ناحية اليمين، وذيله جميل الشكل، وهو النوع الوحيد من القطع النقدية.
الشكل الثالث: ففيه تظهر صورة سفينة على الأرجح وذلك بسبب تعدد المجاديف في كل جهة منها حيث ظهر في كل جهة حوالي 5مجاديف.
الشكل الرابع : فقد ظهر في الوجه الآخر لها صورة يعتقد أنها إما للإله زيوس وهو إله الحرب عند اليونان وإما الإله أبولو كبير الآلهة اليونانية وهو إله الشمس عند اليونان، ويظهر جالساً ويرفع يده اليسرى ليمسك بها شيء ما قد يكون رمحاً أو عصى ، وهو النوع الوحيد الموجود في القطع النقدية جميعها حيث ظهر على قطعة نقدية واحدة كبيرة الحجم قطرها 2.2 سنتمتر.
وأكد خلة أن هذه القطع الأثرية الهامة تعتبر نادرة الوجود وتختلف عن جميع الطرز اليونانية التي شاعت في سك العملة خلال الفترة اليونانية مضيفاً أن وزارته تعمل بكل الإمكانات المتوفرة لمواصلة عملية التنقيب في موقع تل رفح للكشف عن ما يحتويه التل من قطع أثرية ثمينة وبقايا مباني كانت قائمة على التل والتي تؤرخ تاريخ غزة عبر العصور.
ودعا خلة جميع المؤسسات الدولية ومنظمة اليونسكو للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر والسماح بإدخال المواد اللازمة لمواصلة عمليات التنقيب والترميم في المواقع الأثرية.