غزة-العلاقات العامة
في تجمع علمي يعتبر الأبرز حول السياحة الفلسطينية ، أقامت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع جامعة الأقصى يوم دراسي تحت عنوان:
” السياحة في قطاع غزة: الواقع والمعوقات”.
وقد بدأت فعاليات وجلسات اليوم الدراسي بالسلام الوطني الفلسطيني والقرآن الكريم، الذي تم في ثلاث جلسات بمشاركة 25 بحثاً وورقة علمية في مختلف الأبعاد التي تتعلق بالسياحة الفلسطينية.
وحضر حفل افتتاح اليوم الدراسي الأستاذ الدكتور محمد رمضان الأغا وزير السياحة والآثار، ود. سلام الأغا القائم بأعمال رئيس الجامعة و د. عدنان الكحلوت عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية, و د. عبد القادر إبراهيم حماد رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي ورئيس قسم الجغرافيا, و د.محمد خلة مدير عام وزارة السياحة والآثار وعدد كبير من الباحثين والأكاديميين وممثلي عن المؤسسات السياحية وبحضور حشد أكاديمي وتربوي كبير، ولفيف من الشخصيات الوطنية والاجتماعية البارزة.
واعتبر وزير السياحة والاثار الدكتور محمد رمضان الأغا بأن التاريخ والحضارة الفلسطينية هي جزء متكامل من تاريخ البشرية جمعاء، والذي يمثل جزءً أساسياً من مكونات حضارتنا وهويتنا الوطنية، وهو أحد عوامل وحدتنا وإصرارنا على المضي قدماً لتحقيق هدفنا نحو النصر والتحرير، الذي نبتغيه كهدفاً سامياً نسعى لتحقيقه بكل ما أوتينا من عزيمة وقوة منوها الى أن فلسطين تتمتع بموقع استراتيجي فريد بين دول العالم، مما أكسبها أهمية جغرافية متميزة إذ أنها وبحكم هذا الموقع أصبحت محطة تجارية هامة، ومعبراً يصل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب.
واستعرض الوزير الجهود التي تبذلها وزارة السياحة والآثار لإبراز فلسطين كوجهة سياحية ودينية للرقي بالمجتمع الفلسطيني من خلال تنشيط السياحة الداخلية والخارجية، وإحداث تنمية سياحية مستدامة تحقق نمواً اقتصادياً واجتماعياً لكل أفراد المجتمع الفلسطيني.
وأضاف أن الوزارة تسعى لتعزيز فرصة التسويق السياحي من خلال ترسيخ مبدأ التنافسية في صناعة السياحة وجذب الاستثمار، والمحافظة على الآثار في فلسطين، للمساهمة في تحقيق تنمية سياحية مستدامة وذلك من خلال كفاءة سياحية متميزة في قطاع الخدمات السياحية والوصول إلي تنمية اقتصادية مستدامة في قطاعي السياحة والآثار، وتوعية جماهيرية بأهمية المحافظة على المواقع السياحية والأثرية وحمايتها من السرقات والتعديات والجريمة، وكذلك تنشيط وتطوير السياحة الداخلية من خلال التركيز علي العنصر البيئي كما تسعى لتعزيز فرصة التسويق السياحي من خلال ترسيخ مبدأ التنافسية في صناعة السياحة وجذب الاستثمار، والمحافظة على الآثار في فلسطين، للمساهمة في تحقيق تنمية سياحية مستدامة.
وتابع قائلاً كلنا يعلم بأن القطاع السياحي الفلسطيني لم يحظ بأية تسهيلات مالية تذكر خلال فترة الاحتلال الصهيوني باستثناء المبالغ الزهيدة التي كانت سلطات الاحتلال تقدمها لقسم الآثار الذي كان تابعاً للإدارة المدنية آنذاك والذي لم يخصص أي دعم مالي للمواقع الطبيعية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونوه الى معاناة القطاع السياحي الخاص خلال فترة الانتفاضة تسببت في تقليص حجم النشاطات السياحية الخاصة.
وشدد على أن النشاط الاستيطاني اليهودي من أبرز المعوقات التي تستغلها سلطات الاحتلال لضرب النشاط السياحي في الأراضي الفلسطينية بإقامة مستوطنات على المحاور والطرق الرئيسة التي تصل التجمعات الفلسطينية ببعضها البعض والمناطق ذات الأهمية الدينية والتاريخية في الوقت الذي تحاول فيه عزل مدينة القدس الشريف عن محيطها العربي بالمزيد من المستوطنات اليهودية وتقطيع أوصال المنطقة، خاصة وها نحن نعيش هذه الأيام ذكرى سقوط هذه المدينة المباركة في قبضة الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م.
وذكر أن منع الاحتلال الإسرائيلي تسليم المواقع الأثرية والطبيعية إلى السلطة الفلسطينية، عمل على الحد من تطويرها والاهتمام بها، كذلك مواصلة سلطات الاحتلال سياسة فرض الحصار والإغلاق على الأراضي الفلسطينية، وتحويل الضفة الغربية إلى مناطق مجزأة، يحد بشكل كبير من النشاط السياحي ويشكل عاملاً سلبياً يضعف الحركة السياحية.
وقال أن من معوقات السياحة كذلك قيام الاحتلال بتدمير القطاعات السياحية من خلال أعمال القصف والتدمير والتجريف للمصانع والمنشآت الاقتصادية والأراضي الزراعية، في غزة والضفة الغربية، كما عمل على بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية مما شكل ضربة قاصمة للقطاع السياحي بعد أن أنهكت سلطات الاحتلال مقومات الاقتصاد الفلسطيني الوطني.
وكشف د. الأغا عن الحملة المسعورة لسلطات الاحتلال في الخارج حيث عمل الاحتلال الصهيوني على شن حملة عدائية مكثفة ضد الشعب الفلسطيني في الخارج خاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لضرب النشاط السياحي في فلسطين، وذلك من خلال الترويج بأن الأراضي الفلسطينية غير آمنة وغير مستقرة وبالتالي فهي غير مهيأة لاستقبال السياح.
إلى ذلك، أوضح وزير السياحة أن الاحتلال الإسرائيلي عمل على المس بشكل خطير بالحركة السياحية في فلسطين حيث توقفت بالكامل السياحة الداخلية جراء السياسات التي اتبعتها في تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية وعزلها عن بعضها علماً بأن الإحصاءات كانت تشير إلى أن أكثر من 60% من الأسر الفلسطينية كانت تقوم برحلات سياحية داخلية، وكذلك أصيبت السياحة الخارجية بالشلل الكامل وتوقفت أفواج السياح والحجاج القادمين من الخارج، واقتصر السياح على بعض الوفود التي كان يغلب عليها الطابع الرسمي، الأمر الذي وضع السياحة في فلسطين أمام حائط مسدود.
وألقى د. عبد القادر إبراهيم حماد رئيس اللجنة التحضيرية كلمة اللجنة التحضيرية التي رحب فيها بالحضور والمشاركين في هذا المحفل العلمي الهام، منوها الى أن هذا اليوم العلمي المتميز والذي يلتئم بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار يأتي في إطار سياسة الجامعة بالانفتاح على المجتمع المحلي للمساهمة في حل العديد من المشاكل، ومناقشة العديد من القضايا المهمة بالتعاون مع المؤسسات والجهات ذات العلاقة.
وأشار إلى حرص الجامعة على تنظيم هذا اليوم، لمناقشة واقع السياحة الفلسطينية، والتعرف على أبرز التحديات والمشاكل التي تواجهها، وصولاً إلى طرح حلول عملية قائمة على أسس علمية سليمة باعتباره اهتمام مستحدث على الساحة العلمية والثقافية في بلادنا خاصة في قطاع غزة…..
وأشاد د. حماد بالجهات الداعمة لهذا اليوم الدراسي خاصة كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية، مطعم السماك، قرية عباد الرحمن السياحية، منتجع كريزي ووتر، مكتبة دار الشروق، مكتبة اليازجي، مكتبة دار المنارة، مطعم باليميرا وجميع المؤسسات وكذلك الشخصيات التي ساهمت في دعم فعاليات هذا اليوم.
من جهته، أشار د. عدنان الكحلوت عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الى المكانة التي بلغتها فلسطين والتي جعلتها في مركز دائرة الاهتمام العالمي على مر العصور والأيام، في فلسطين عشرات آلاف المؤمنين، وما زالت عمواس – ردها الله تعالى إلى دائرة التحرير- تحتضن في طياتها ثمانية عشر ألف مجاهد.
وأضاف أن فلسطين التي تفخر بتاريخها وحضارتها وقيمها وثقافتها حج إليها الملايين عبر العصور، من كل الأجناس والألوان والبقاع لما حباها الله تعالى من مكانة عالية، رابطة بين عوالم الدنيا، وجمال رائع، وطقس معتدل، وهمة لأهلها رائعة يضرب بها المثل بين الناس، ولما اشتملت عليه من مساجد وكنائس وآثار. دالة على عظمة هذه البلاد التي رحل عنها الطغاة وبقيت شامخة عصية تتحدى كل المعتدين، ولهذا كله كان لابد من الاهتمام بتطوير السياحة في وطننا فلسطين، وبيان مفهومه، وأهدافه، وضوابطه، ومرافقه، وكيفية استثماره في تصدير قيمنا وأخلاقنا، وفي تعريف العالم كله بما آلت إليه قضيتنا، سكاناً ومقدسات، وأرضاً ومزارع ومنشآت.
وفى هذا السياق أكد د. سلام الأغا القائم بأعمال رئيس الجامعة على أهمية هذا المؤتمر ودور الجامعات والمؤسسات التربوية إلى الجهود المشتركة بين المؤسسات التعليمية ووزارة السياحة لمواجهة محاولات الجانب الإسرائيلي للترويج لمواقع سياحية وتراثية فلسطينية على انها جزء من التراث الإسرائيلي.
واكد الأغا انه لتطوير الوضع السياحي في فلسطين على ضوء الأحداث والتطورات الجارية فيها واستشراف تأثيرها على السياحة في المستقبل.. هناك دور للجامعات الفلسطينية ولوسائل الإعلام في تنشيط السياحة الداخلية والتنوع الذي تعد ضيوفها في أحضان المواقع الحضارية والطبيعية والدينية. وخاصة المغتربين الفلسطينيين في دول الخليج العربي وأوربا والولايات المتحدة.