غزة – العلاقات العامة/
بدأت وزارة السياحة والآثار المرحلة الثالثة من مشروع تنقيب وتوثيق موقع تل رفح
الأثري الواقع جنوب قطاع غزة.
وأوضح أ.د محمد رمضان الأغا وزير السياحة والآثار أنه تم وضع خطة متكاملة
لتنقيب التل وتوثيقه بشكل كامل مشيراً إلى أن المرحلة الثالثة تأتي استكمالاً للمراحل
السابقة والتي بدأت قبل عامين بعد اكتشاف مجموعة من الآثار الثمينة
كان من أهمها اكتشاف أكثر من ألف قطعة نقدية فضية تعود إلى العصر الروماني.
وأشار الأغا إلى أن التل يعتبر من أهم التلال الأثرية الموجودة في قطاع غزة والذي تسعى الوزارة لإبرازه وتأهيله وتحويله إلى مزار لجميع المواطنين بهدف الإطلاع على تاريخ وحضارة الشعب الفلسطيني.
من جانبه بين الدكتور محمد خلة وكيل مساعد وزارة السياحة والآثار انه برغم قلة الإمكانيات والمعدات وفي ظل الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة وتعمد الاحتلال منع دخول أية معدات وإمكانيات للقطاع السياحي إلا أن الوزارة بدأت فعليا بتنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع التنقيب بتل رفح الأثري موضحاً أن مدة المرحلة الثالثة ستكون ستة شهور.
وأكد خلة أن هناك مجموعة من الأهداف تسعى وزارته لتحقيقيها من خلال مثل هذه المشاريع كإنقاذ الآثار المُعرضة للتدمير في التل، والتي قام الاحتلال الصهيوني بتدمير أجزاء كبيرة منها وسرقتها، خلال الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة واستجلاء المظاهر الحضارية التي كانت متواجدة في موقع التل خلال عدة عصور حضارية مختلفة تعاقبت على المكان نفسه، مشيرا إلى أن هذا التل تتوفر فيه فرص وجود طبقات السكن المتتالية، مما يسهل توضيح تطور الحضارات في أزمان متعاقبة، فاختيار هذا الموقع استند إلى دراسة الآثار المبعثرة على سطح المكان في التل .
ومن ضمن الأهداف التي ذكرها أيضا خـدمة الباحثين الأثرين في دراسة اللُقى الأثرية التي خلفتها الحضارات القديمة، والتي تواجدت في موقع التل وإيجاد فرص عمل للعمال كسراً للبطالة التي أوجدها الاحتلال بفرضه الحصار على قطاع غزة.
كما وجه خلة دعوة للخبراء الأثريين ولعلماء الآثار لزيارة الموقع وإبداء آراءهم حول الاكتشافات التي تم العثور عليها والإطلاع على أهم انجازات المشاريع التي تقوم بها وزارة السياحة وفريق العمل بالموقع موضحا بان كافة شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني والسياح العرب والأجانب والمختصون من علماء الآثار والتاريخ وأيضا المؤسسات المحلية والعربية والأجنبية المهتمة بالآثار مستهدفون من المشروع .
وطالب بالوقت نفسه المجتمع الدولي بالعمل على رفع الحصار عن القطاع والضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي للسماح بدخول المعدات اللازمة بمشاريع القطاع السياحي .
ومن جهته أوضح عبد الحميد أبو خديجة مدير مشروع تنقيب تل رفح أن تل رفح الواقع جنوب مدينة رفح وعلى مساحة تبلغ 150 دونما يعد ذو قيمة تاريخية وحضارية هامة مؤكدا انه تم اكتشاف في باطنه أنقاض لجدران من الحجر الصخري وبقايا لجدران من الطوب اللبن ومئات من القطع الفضية إضافة إلى كسر من الفخار التي تنتشر على سطح الموقع في جهات مختلفة من التل تعود اغلبها الي الفترة الرومانية والتي يعتقد أن مدينة رافيا في العصرين اليوناني والروماني كانت قائمة على هذا التل .
وأشار أبو خديجة أن المرحلة الثالثة ستضمن توسيع دائرة نطاق البحث وسيتم إدخال أجزاء جديدة من التل في دائرة التنقيب والاستكشاف مضيفاً أن هذه المرحلة كمكملة لعمليات البحث والتنقيب السابقة التي جرت بالمرحلتين السابقتين لعام 2010 وعام 2011 م المنصرمين حيث قامت دائرة الآثار وقسم الهندسة في الوزارة بإعداد مجموعة من الدراسات التحضيرية قبل بدء المشروع شملت عدة مراحل لعملية التنقيب بالتل كما واعتقد أن التل يحوي في باطنه مجموعات واعدة من القطع واللقى الأثرية مستندا إلى مجموعة من المؤشرات والاستنتاجات المتصلة والتي تؤكد ذلك خلال العمل بالمشروع وفي عملية البحث والتنقيب وبناءا على تلك المؤشرات تم القرار بالاستمرار بالمشروع حتى تنتهي عمليات التنقيب موضحا بالوقت نفسه طبيعة هذه المرحلة من المشروع حيث سيتم إضافة مساحة أخرى من مربعات التنقيب عن طريق حفر مربعات بأطوال معينة وتقسيمها إلى مربعات أخرى وسيتم دراسة وفحص كل ما ينتج عنها من لقى أثرية .