عرفت الحضارة الإسلامية نظام الخانات أو الفنادق وبدأ انشاؤها منذ الايام الاولي في بداية الدولة الاسلامية ونهضتها، ليؤكد ذلك على رقي المدنية الإسلامية واهتمامها بأحوال المسافرين والغرباء.
فقد كانت هذه الخانات بمنزلة المأوى الحقيقي الذي أعدَّته الدولة أو فاعلوا الخير للمسافرين، فكانت تحميهم من حرِّ الصيف وبرودة الشتاء, وكانت مهيأة لاستقبال التجار وطلبة العلم.
ومن أهم الشواهد على ازدهار الحضارة الاسلامية واهتمامها بالخانات والفنادق خان الأمير يونس النوروزي او ما يعرف بـ ” قلعة برقوق الأثرية” والتي ما زالت شامخة تقاوم من أجل البقاء كشاهد على التطور الحضاري والثقافي لمدينة خان يونس عبر العصور، لتفتح نافذة لمعرفة الكثير عن ماضي هذه البلاد العريقة.
خان الأمير يونس النوروزي
خان الأمير يونس النوروزي في مدينة خانيونس على بعد 24 كم جنوب قطاع غزة, وقد شيده الأمير يونس بن عبد الله النوروزي الداودار, كاتب السلطان المملوكي الظاهر برقوق سنة (789هـ1387-م)، وكان الهدف من إنشائه هو خدمة القوافل التجارية وعمل محطة بريد تكون على امتداد الطريق البري الواصل بين مصر وبلاد الشام , وقد زار العديد من الرحالة المسلمين والغربيين مدينة خان يونس وخانها الشهير، ووصفوه بأنه أفضل خان على الطريق القديم بين مصر وفلسطين.
العناصر المعمارية للخان
بلغت مساحة خان الأمير يونس النوروزي نحو ستة عشر دونماً ، وقد كان سابقاً يتكون من مخازن منفصلة في الطابق الأرضي ، وتطل على فناء داخلي مفتوح ، وتضم كافة المرافق والخدمات اللازمة لمثل تلك الأغراض ، أما الطوابق العلوية فكانت مخصصة للشقق السكنية ، وتطل على نفس الفناء ، وقد يلحق بها في وسط الفناء مسجد أو مُصلى لإقامة الشعائر الدينية.
الواجهة الغربية
الواجهة الغربية للخان هي الواجهة الوحيدة الباقية منه إلى يومنا هذا، ولا يزال جدارها وبعض من أبراجها شامخاً ، منها برج يقع في الزاوية الجنوبية الغربية منه, وقد تميزت زخارف هذه الواجهة بكثرتها وغزارتها، حيث يمكن تقسيمها إلى خمسة أقسام من الحجر المنقوش، ويقع أحد تلك المجموعات الزخرفية المنقوشة على يمين البوابة الرئيسة فوق المدخل المؤدي إلى المئذنة، ولا يزال فوق هذه الواجهة نقش لاسم السلطان؛ الذي أنشئ الخان في عهده.
دور وزارة السياحة والآثار
أولت وزارة السياحة والآثار خان الأمير يونس النوروزي أهمية كبيرة في إدراجه في عملية الترميم والتطوير التي تقوم بها لكافة المواقع الأثرية في قطاع غزة، وقد تم اختيار الخان ضمن عمليات الترميم المقترحة في مشروعات الوزارة في الخطة الإستراتيجية السنوية التي أقرتها الوزارة.